كثيرًا مايتردد على أذهاننا مصطلح "التربية الإيجابية"، الذي بات يشغل عقل وأفكار الكثير من أولياء الأمور، الذين يسعون إلى تربية أبنائهم وفقًا لنهج سليم وصحيح يساعد الأطفال على بناء شخصيتهم.
البعض لا يعي المعنى الصحيح لمفهوم التربية الإيجابية والهدف منها، فالبعض من أولياء الأمور يعتقدون أن هذا المفهوم يعتمد على إغفال العقاب أو تجنبه حتى لا يؤثر على نفسية الطفل أو شخصيته بالسلب.
ولكن هذا مفهوم خاطيء لأن التربية الإيجابية ليس المقصود منها إغفال العقاب، أو عدم معاقبة الطفل على أي سلوك خايء قد يقوم به بل تحرص التربية الإيجابية بمفهومها الصحيح على تقوية العلاقة بين الوالدين وأبنائهم، مع توجيههم نحو السلوكيات الإيجابية دون توبيخهم أو التقليل منهم .
تسعى التربية الإيجابية بمفومها الصحيح إلى بناء علاقة صحية بين الأطفال والوالدين أو مقدمي الرعاية من المدرسين والمدربين، وتقديم حلول لمشاكل تربية الأطفال من خلال أساليب مدروسة، ولا تقتصر فقط على مرحلة الطفولة بل تمتد إلى فترة المراهقة أيضًأ من أجل تنشئة جيل صحي وسعيد .
فالتربية لا تعتمد فقط على غريزة الأمومة والأبوة، بل تحتاج إلى تعليم من خلال الأدوات والتقنيات التي تساعد الوالدين ليكونا أكثر كفاءة وتأثيرًا في تربيتهم.
ومن خلال هذا المقال يمكن شرح وتفسير كل طريقة على حدى، يمكن لأولياء الأمور اتباعها أثناء تربية أبنائهم، لأن التربية ليست ثواب وعقاب فقط أو توجيه الطفل نحو التصرفات الصحيحة، وعما يفعله تجاه بعض الأحداث والمواقف.
وبالحديث عن فهم الاختلافات، فالمقصود هنا أنه يجب على أولياء الأمورالوعي باختلاف شخصية كل طفل من أطفالهم، فالأطفال مختلفين عن بعضهم البعض وكلما استطاعوا فهم أطفالهم أصبحوا قدرين على مساعدتهم .
لأن كل طفل مولود مختلف عن الآخر، سواء من حيث الشخصية أو القدرات أو التفضيلات، وبمجرد وعيهم بذلك يصبحون قادرين على مساعدتهم واختيار الوسيلة الأنسب للتعامل معهم.
وفيما يخص التعلم من الأخطاء، يجب على أولياء الأمور الحديث مع أبنائهم باستمرار والتأكيد على أن كل شخص من الوارد أن يخطأ لكن من المهم تدارك هذا الخطأ والاعتراف به، حتى يتمكنون من التعامل معه ويتجنبون تكراره في المستقبل.
والتأكيد على أنه ليس بالضرورة أن نكون مثاليين في هذا العالم، لكن يجب تحمل مسؤولية ما نفعله والأخطاء التي قد تصدر عنا، والأهم هو كيفية التعامل معها وتصحيحها .
وبخصوص السماح للطفل بفعل ما يشاء وتحمل العواقب، قد يختلف البعض حول هذا الأسلوب على اعتبار أن الطفل ليس لديه الوعي الكافي لاتخاذ القرارات ولكن هذا ليس صحيح ، فالطفل يمتلك عقلية عبقرية تستطيع التقاط التصرفات السليمة من حوله واتباعها، لذلك تحمله مسؤولية يجعل منه شخص أقوى.
والتربية الإيجابية هنا تساعد الأطفال والمراهقين معًا على تحمل مسؤولية سلوكياتهم وأفعالهم، دون عقاب أو استخدام عنف نفسي وجسدي معهم والتي قد تؤثر على صحتهم بالسلب في المستقبل.
فالخطأ وارد من الجميع دون استثناء، ولكن دور الأهل هو التوعية والكشف عن مواطن الخطأ، مع الحديث باستمرار والكشف عن الأفعال الصحيحة التي من المفترض القيام بها لتجنب تكرار الخطأ .
وعلى سبيل المثال عند تحدث أحد الأطفال مع مقدمي الرعاية بطريقة غير مناسبة، يجب الاستماع إليه ولكن مع التوضيح بأن هذا الأسلوب غير لائق، ومحاولة فهم سبب التصرف بهذه الطريقة لفهم مشاعره وما يمر به، مع التأكيد على الأسلوب الصحيح.
وبعد الحديث عن مفهوم التربية الإيجابية، والأساليب التي يمكن اتباعها سواء خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، سوف تجد عزيزي القاريء أن تطبيق التربية الإيجابية ليس معقد ولكن بحاجة لاحتواء وتفهم وصبر، فضلا عن الاستماع الجيد للأبناء باستمرار .