في يوم عيد ميلاده السادس عشر، لم يبد مصطفى أي مشاعر أو تصرفات تعكس شعوره بالسعادة أو الفرح لأنه بدأ يكبر وينضج ويدخل في مرحلة جديدة من حياته، حيث اقترب من توديع فترة المراهقة ليبدأ الدخول في مرحلة الشباب .
لكن كان والديه يلاحظان ذلك، وبدا عليهما ملامح القلق على نجلها خاصة وأن هذه الفترة مهمة في حياته لأنها تمهد للمستقبل الذي ينتظره، وتعتبر فترة بناء شخصيته التي ستكمل معه باقي مراحل حياته.
وبسبب رغبتهما في تطوير شخصية مصطفى، قرر الوالدان الجلوس مع نجلهما للحديث معه حول أهمية هذه المرحلة، وكيف يمكنه بناء شخصية قوية .
بعد انتهاء الأسرة من تناول العشاء، طلب كمال الجلوس مع مصطفى نجله للحديث سويًا عن يومه، وعن خططه المستقبلية وأهدافه التي يضعها، خاصة بعد إتمامه ستة عشرة عامًا.
بدأ الأب الحديث مع نجله ، قائلا: "كل سنة وأنت طيب دلوقتي كملت 16 سنة، ياترى إيه خططك المستقبلية اللي حطتها، شاركنا معاك وقولنا؟".
كانت الأم تنظر إلى نجلها بسعادة وتنتظر إجابته لكنه ظل صامتًا، لتقاطعه قائلا: "ساعات الواحد بيتردد وبيبقى محتار وبيكون في باله خطط كتير لكن المهم إنك تفكر في كل حاجة بصوت عالي".
ونصحت الأم نجلها بكتابة كل ما يخطر على باله من أهداف وخطط مستقبلية، وأن يخصص ساعة في يومه – أي ساعة- سواء بالصباح أو المساء، ويبدأ في كتابة أفكاره وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، ويكتب عن قدراته التي من خلالها يمكنه تحقيق الأهداف على أرض الواقع.
لمح الأب ملامح القلق على نجله، ليقاطع الأم قائلا: "يمكنك مشاركتنا هذه الأهداف، إذا كنت ترغب بذلك"، وبدأ الأب في سرد بعض الأهداف لنجله التي يمكنه تحقيقها .
ومن بين الأهداف التي اقترحها الأب: الاشتراك في نادي وممارسة الرياضة للحفاظ على اللياقة البدنية، ثم عرض الأب على نجله اختيار يوم إجازته حتى يتمكن من مشاركته واللعب معه.
تحمس الابن بعد كلام والده، ثم طلب منه إعطاؤه فرصة لمراجعة مواعيده والأوقات المسموح بها اللعب في النادي حتى يتمكنا هو ووالده من الذهاب سويًا.
ابتسمت الأم وطلبت منهما مساعدتها في الأعمال المنزلية، طالما وقتهما يسمح ، قائلة: "يمكن تقسيم مهما البيت، ومساعدتي في بعض الأعمال المنزلية سواء نشر الغسيل أو إعداد مائدة الطعام أو غسيل الصحون ".
لم يعترضا الأب ونجله على اقتراح الأم، بل على الفور بدأ الاثنان في تقسيم المهام المحددة، وأيضا تقسيم الأيام بينهم هم الثلاثة .
وبعد انتهاء حديثهم، طلب الأب من نجله الاستعداد جيدًا لأنهم قرروا الاحتفال بعيد ميلاده وإقامة حفل بسيط بينهم، كما يمكنه دعوة أصدقائه المقربين لكي يتعرفا عليهم .
كما طلبت الأم من نجلها الاستعداد جيدًا لهذا اليوم، والاهتمام بمظهره وشكله كما هو المعتاد لأن النظافة الشخصية مهمة وضرورية، ويجب ألا يغفل عنها.
أيضا طلبت الأم من نجلها فحص خزانته، والبحث في ملابسه سواء التي لم تعد تناسبه أو التي أصبح مقاسها غير ملائم له، ليتبرع بها لإحدى الجهات الموثوقة أو البحث عن أشخاص غير قادرين بحيث تكون أعمارهم مقاربة من سنه.
بعد انتهاء الحديث بينهم، ابتسم مصطفى لوالديه وشكرهما على فكرة الاحتفال بعيد مولده، وأيضًا النصائح والأفكار التي قدموها.
ولفت إلى أنه سيبدأ في إعداد قائمة بأسماء أصدقائه لدعوتهم على الحفل، وقائمة أخرى لوضع الخطط والأهداف المستقبلية.
ولفت إلى سيبدأ بوضع الجدول الخاص بالأعمال المنزلية، من أجل مساعدة والدته في مهام البيت، معلقًا : "بس كل واحد هيلتزم بيومه"، ابتسم الوالدان واحتضنا نجلهما وهما مؤيدان لكلامه.
والآن .. دعنا نكتشف كيف تتعاملوا مع أطفالكم خلال فترة المراهقة من خلال استطلاع رأي.