تجلس إيمان شاردة الذهن في غرفتها، لا ترغب في الحديث مع أحد يرن هاتفها دون انقطاع ولكنها لا تجيب. لتدخل عليها والدتها وتطلب منها لقاء صديقتها وفاء التي تنتظرها بالخارج .
بدت على إيمان ملامح الضيق والتعب، وبمجرد أن رأتها صديقتها سألتها عما إذا كانت بخير لأن ملامحها يبدو عليها الإرهاق، لتقاطعهم والدة إيمان وتخبرها بأنها مزاجها ليس مستقر.
بدأت والدة إيمان في الحديث مع ابنتها وصديقتها، وتحدث عن تغير المزاج، والتغيرات الجسدية والنفسية التي تمر بها الفتيات سواء في مرحلة البلوغ أو بعد ذلك خاصة اثناء دخولها مرحلة أخرى جديدة مثل مرحلة الخطوبة أو الزواج .
وأشارت إلى أنه أمر طبيعي خاصة وأن بعض الفترات تكون أكثر حساسية من غيرها، ويجب على الفتيات تقبل هذه الفترات والتعامل معها بمنتهى الهدوء.
أيدت وفاء كلامها، وقالت إن هناك بعض التغيرات التي تحدث خلال فترة الطمث وأحيانا تؤثر هذه الفترة على المزاج والحالة النفسية . أجهشت إيمان في البكاء وقالت إن صحتها النفسية ليست بخير وأنها تمر بضغوط مع خطيبها .
احتضنتها والدتها وبدأت تطمئنها أن مثل هذه الأمور طبيعية وقد تحدث بين الشريكين ، ولكن من المهم كيفية إدارتهما لمثل هذه الأمور، مؤكده على ضرورة وجود حوار بين الطرفين والاحترام .
نظرت الأم إلى ابنتها وصديقتها، وأشارت إلى أن الضغوط النفسية والاضطرابات وارد حدوثها، سواء في مرحلة الخطوبة أو بعد الزواج، لكن يجب ألا تؤثر على الصحة .
وأوضحت أن الضغط النفسي هو مجموعة من الأحداث والمواقف التي يتعرض لها الشخص، فتجعله يشعر بالتوتر والقلق، وهنا تبدأ الأمور تزداد صعوبة خاص عندما يشعر الشخص أن الواجبات المطلوبة منه تفوق قدراته وإمكانياته.
وبسبب الضغوط النفسية والمواقف التي تمر يها السيدات، يصاب غالبيتهن ببعض الاضطرابات التي تختلف بين كل سيدة والأخرى، وفقًا للمواقف والضغوط اللاتي تتعرضن لها .
وهناك اضطرابات نفسية تؤثر على الفتيات سواء في فترة الخطوبة أو الزواج، ومن بينها: اضطراب المزاج قبل الطمث، واضطراب مزاج ما بعد الولادة واضطراب ما بعد الولادة.
فمع اقتراب موعد الولادة، تشعر المرأة بقلق متزايد بشأن تجربة الولادة نفسها، والتغيرات التي ستحدث في حياتها. وبعد الولادة، قد تواجه اضطرابات نفسية أكثر تعقيدًا بسبب التغيرات الهرمونية والمسؤوليات الجديدة.
وأخذت والدة إيمان تحكي تجربتها لابنتها ووفاء وهما يستمعان إليها بدقة وحرص،موضحة: "مكنتش عارفه بالحاجات دي لكن أول ما ولدت إيمان فهمت وعرفت أكتر لما كنت بتابع مع الدكتورة وهي شرحتلي كل حاجة ومن ساعتها بقيت أخد بالي".
وعن فترة إصابتها باضطراب مزاج ما بعد الولادة، قالت إن هذه الفترة من أشد الفترات صعوبة مرت عليها، لكن تمكنت من التعامل معها بفضل وجود شريك متعاون ومتفهم، وأيضا بفضل الطبيبة التي كانت تدعمها طول الوقت ولا تبخل عليها بأي معلومة .
وأوضحت أن هذه الفترة هي فترة عابرة تمر بها بعض السيدات بعد الولادة، حيث يشعرن بالاكتئاب الخفيف، وعدم استقرار المزاج والقلق المتزايد على صحة الطفل وصحتها، لافته إلى أن الطبيبة أخبرتها – خلال إصابتها- بأن هذا الاضطراب يصيب من %50 - 80 % من الأمهات ويبدأ بعد يومين أو أربعة أيام من الاولادة.
وأشارت إلى أنها لم تتناول أي أدوية خلال هذه الفترة، لأن هذا الاضطراب يستمر نحو 10 أيام – بحسب ما أخبرته الطبيبة - وهو مرتبط بالنفاس ولا يحتاج إلى أدوية، لكنها حصلت على الدعم الكافي والمساندة من زوجها وأسرتها وبالتالي تمكنت من تجاوز المحنة.
وخلال تعافيها علمت الأم من طبيبتها الخاصة، أن هناك اضطراب آخر يصيب السيدات بعد الولادة، ولديه أعراض اكتئابية أكثر شدة من اضطراب مزاج ما بعد الولادة، حيث تفقد النساء خلال هذه الفترة شعورهن بالمتعة عند القيام بالأنشطة المحببة .
وتبدأ أعراضه خلال 4 أسابيع بعد الولادة، وقد تتطلب التدخل العلاجي، ومن أعراضه:
وبجانب هذه الأعراض، تشعر بعض السيدات بآلام جسدية، مثل: الصداع وآلام بالمعدة، يستمرهذا الاضطراب مع السيدات المصابت به خلال فترة من 2 إلى 6 شهور على حسب كل حالة.
ثم نظرت الأم لابنتها وصديقتها، وقالت إنه من المهم أن تكونا على دراية بهذه التحديات النفسية وكيفية التعامل معها، سواء عن طريق طلب الدعم النفسي، أو اتباع نمط حياة صحي يساعدكن على التكيف مع هذه التغيرات.
واستكملت حديثها عن اضطراب المزاج قبل الطمث، وهو اضطراب تصاب به غالبية الفتيات وتختلف أعراضه من واحدة للأخرى، فهو عبارة عن تغيرات في المزاج تحدث قبل الدورة الشهرية، وتتحسن مع فترة الطمث لتختفي الأسبوع التالي.
وأكدت على إيمان ووفاء بضرورة الاهتمام بصحتهن، والإطلاع والقراءة عن مثل هذه الاضطرابات ولكن من مصادر موثوقة سواء وزارة الصحة والسكان أو غيرها من الجهات المسؤولة .
وأشارت إلى ضرورة المتابعة في انتظام مع الأطباء من خلال مبادرة صحة المرأة، التي توفرها وزارة الصحة والسكان للكشف المبكر عن السيدات، وتستهدف السيدات فوق سن الـ18 سنة، حيث يتم توفير خدمة فحص الثدي والكشف عن الأمراض غير السارية، بالإضافة إلى قياس الضغط والسكر والوزن والطول.
واختتمت حديثها لابنتها وصديقتها، بضرورة الاهتمام بصحتهن في كل فترات حياتهن لأن العناية بالصحة النفسية والجسدية مهمين، لأنهما المفتاح للحفاظ على التوازن والسعادة في مختلف مراحل الحياة.
والآن شاركنا كيف تدعم شريكتك في حالة تغير المزاج أو مرورها باضطرابات، يمكنك الإجابة على هذا الاستطلاع لمعرفة مدى دعمك للطرف الآخر.